الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وكهلًا} حسن ومثله {الإنجيل}.و{بإذني} في المواضع الأربعة جائز على أنَّ إذ في كل من الأربعة منصوبة باذكر مقدرة فيسوغ الوقف على الإنجيل وعلى بإذني في المواضع الأربعة لتفصيل النعم وإن لم تعلق إذ بمقدرة فلا يوقف على واحدة منها.{بالبينات} جائز.{مبين} كاف إن علق إذ باذكر مقدرة أي اذكر إذ أو حيث.{وبرسولي} صالح لاحتمال إن عامل إذ كلمة قالوا ويحتمل أنَّ كلمة قالوا مستأنفة.{مسلمون} كاف.{من السماء} الأولى كاف ومثله {مؤمنين} و{من الشاهدين}.{من السماء} الثانية ليس بوقف لأنَّ جملة تكون لنا في محل نصب صفة لمائدة والصفة والموصوف كالشيء الواحد فلا يفصل بينهما بالوقف.{وآية منك} حسن وعند بعضهم {وارزقنا}.{الرازقين} كاف.{عليكم} حسن للابتداء بالشرط مع الفاء.{العالمين} تام إن علق إذ بإذكر مقدرًا مفعولًا به.{من دون الله} حسن ومثله بحق ووقف بعضهم على ما ليس لي ثم يقول بحق وهذا خطأ من وجهين أحدهما أن حرف الجر لا يعمل فيما قبله الثاني أنه ليس موضع قسم وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز وإن كانت للقسم لم يجز لأنَّه لا جواب هنا وإن كان ينوي بها التأخير وإن الباء متعلقة بقلته إي إن كنت قلته فقد علمته بحق فليس خطأ على المجاز لكنه لا يستعمل كما صح سنده عن أبي هريرة قال لقن عيسى عليه الصلاة والسلام حجته ولقنه الله في قوله لما قال يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنه الله حجته بقوله سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق سبحانك أي تنزيهًا لك أن يقال هذا أو ينطق به.{فقد علمته} حسن ومثله {ما في نفسك}.{الغيوب} تام.{أن اعبدوا الله} جائز بناءً على أنَّ قوله: {ربي وربكم} من كلام عيسى على إضمار أعني لا على أنَّه صفة.{ربي وربكم} حسن على استئناف ما بعده.{فيهم} حسن.{الرقيب عليهم} أحسن مما قبله.{شهيد} تام للابتداء بالشرط.{عبادك} حسن.{الحكيم} تام.{صدقهم} كاف لاختلاف الجملتين من غير عطف.{أبدًا} حسن وقيل كاف على استئناف ما بعده.{ورضوا عنه} كاف.{العظيم} تام.{وما فيهن} كاف.آخر السورة تام. اهـ.
ومن ذلك قراءة ابن عباس: {وأَكيلُ السَّبُع}.قال أبو الفتح: ذهب بالتذكير إلى الجنس والعموم، حتى كأنه قال: وما أكل السبع، ولو قال ذلك لما كان لفظ ما إلا إلى التذكير، والأَكيل هنا إذن يصلح للمذكر والمؤنث، وأما الأَكيلة فكالنطيحة والذبيحة، اسم للمأكول والمنطوح كالضحية والبلية في قوله: فنقول على هذا: مررت بشاة أكيل؛ أي: قد أكلها السبع ونحوه، وتقول: ما لنا طعام إلا الأَكلية؛ أي: الشاة أو الجزور المعدة لأن تؤكل، فإن كانت قد أُكلت فهي أَكيل بلا هاء، وكذلك أَكيل السبع هنا ما قد أَكل السبع بعضه.ومن ذلك قراءة يحيى وإبراهيم: {غَيْرَ مُتَجَنِّفٍ لإِثْمٍ} بغير ألف.قال أبو الفتح: كأن متجنفًا أبلغ وأقوى معنى من متجانف؛ وذلك لتشديد العين، وموضوعها لقوة المعنى بها نحو تَصوَّن هو أبلغ من تصاون؛ لأن تصون أوغل في ذلك، فصح له وعرف به، وأما تصاون فكأنه أظهر من ذلك وقد يكون عليه، وكثيرًا ما لا يكون عليه، ألا ترى إلى قوله: فصار متجنِّف بمعنى مُتَمَيِّل ومتَثنٍّ، ومتجانف كمتمايل، ومتأَوِّد أبلغ من متاوِد، وعليه قراءة عبد الله بن أبي إسحاق والأشهب العُقيلي: {يُرَءُّون الناس}؛ أي: يُكرهونَهم على أن يروهم على ما يتجمَّلون به، ويراءُون يتصنعون لذلك فربما تم لهم، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى من كتابنا هذا.ومن ذلك قراءة أبي رزين: {مُكْلِبين} ساكنة الكاف.قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون {مُكْلبين} من قولهم: آسدتُ الكلب؛ أي: أغريته، وكذلك إكلاب الجوارح هو إغراؤها بالصيد وإسآدها عليه ليكون كالكلب الكلِب، كلِب وأكلبته كضرِي وأضريته، وغَرِي وأغريته، وأَسِدَ وآسدته، وعَرِص وأعرصته، وهَبِصَ وأَهْبَصْتُه.ومن ذلك ما رواه عمرو عن الحسن: {وَأَرْجُلُكُم} بالرفع.قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون رفعه بالابتداء والخبر محذوف، دل عليه ما تقدمه من قوله سبحانه: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} أي: وأرجلُكم واجبٌ غسلُها، أو مفروض غسلُها، أو مغسولة كغيرها، ونحو ذلك. وقد تقدم نحو هذا مما حذف خبره لدلالة ما هناك عليه، وكأنه بالرفع أقوى معنى؛ وذلك لأنه يستأنف فيرفعه على الابتداء، فيصير صاحب الجملة، وإذا نصب أو جر عطفه على ما قبله، فصار لَحَقا وتبعًا، فاعرفه.ومن ذلك قراءة الجحدري: {وَعَزَرْتُمُوهُمْ} خفيفة.قال أبو الفتح: عزَرت الرجل أعزِرُه عَزْرًا: إذا حُطتَه وكنفتَه، وعزَّرْتُه: فخَّمت أمره وعظمته، وكأنه لقربه من الأزر وهو التقوية معناه أو قريبًا منه، ونحوه عَزَر اللبنُ وحَزَر: إذا حمَض فاشتد، فانظر إلى تلامح كلام العرب واعْجَبْ.ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير ومجاهد: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يُخَافُونَ} بضم الياء.قال أبو الفتح: يحتمل أمرين:أحدهما: أن يكون من المؤمنين الذين يُرْهَبون ويُتَّقَوْن لما لهم في نفوس الناس من العفة والورع والستر؛ وذلك أنه مَن كان في النفوس كذلك رُهب واحتُشم وأُطيع وأُعظم؛ لأن من أطاع الله سبحانه أُكرم وأُطيع، ومن عصاه امتُهن وأُضيع.والآخر: أن يكون معناه من الذين إذا وُعِظُوا رَهِبُوا وخَافُوا، فإذا أتاهم الرسول بالحق أطاعوا وخضعوا؛ أي: ليسوا ممن يركب جهله ولا يُصغي إلى ما يُحد له، فيكون كقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}، وكقوله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}، ونحو ذلك من الآي الدالة على رهبة المؤمنين وطاعتهم، فهذا إذن من أُخِيفَ والأول من خِيف.ومن ذلك قراءة الحسن بن عمران وأبي واقد والجراح، ورُويت عن الحسن: {فطَاوَعَتْ له نَفْسُهُ}.قال أبو الفتح: ينبغي- والله أعلم- أن يكون هذا على أن قَتْل أخيه جذبه إلى نفسه ودعاه إلى ذلك، فأجابته نفسه وطاوعته.وقراءة العامة: {فَطَوَّعَتْ لَهُ} أي: حسنته له وسهلته عليه.ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: {فَأُوَارِي سَوْءَةَ أَخِي} بسكون الياء في {أوارِي}.قال أبو الفتح: قد سبق القول على سكون هذه الياء في موضع النصب في نحو قوله: وقول أبي العباس: إنها من أحسن الضرورات.
|